السلام عليكم
عند قرآءة سورة يوسف عليه الصلاةوالسلام تمر بنا هذه الآية الكريمة:
{ "ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ"}
فمن المقصود ؟
هل هو يوسف أو أمرأة العزيز ؟
وهناك تفاسير تقول أنه قول يوسف وتفاسير تقول أنه قول إمرأة العزيز .
يجيب عن هذا التساؤل الشيخ : محمد عدود.
_
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أختي الكريمة:
لعلماء التفسير ثلاثة أقوال في تحديد من قال: "ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب..." [يوسف:52].
القول الأول: أن القائل هو امرأة العزيز؛ لأنه متصل بقولها: "أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين" [يوسف:51]. وعلى هذا القول تكون هي القائلة –أيضا– "وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي..."، وتشير بذلك إلى ما وقع منها من المراودة ونحوها.
القول الثاني: أن القائل هو الملك نفسه (العزيز). وعلى هذا القول يكون الملك قد اعترف على نفسه بإساءة الظن بيوسف عليه السلام؛ ولهذا قال: "وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي...".
القول الثالث: أن القائل هو يوسف عليه السلام.
وهذا القول هو الذي يشهد له السياق؛ فإن من يقرأ المقطع من بدايته يتبين له أن هذه الآية من قول يوسف عليه السلام، فإن الله سبحانه وتعالى لمّا أراد لقضية يوسف عليه السلام أن تنفرج قذف الرؤيا المنامية في قلب الملك "وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ" [يوسف:43]. ولم يعلم أحد تفسير هذه الرؤيا غير يوسف "قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ" [يوسف:47–49] ولهذا طلب الملك مقابلته، فرفض الخروج من السجن قبل أن يُفتح تحقيقٌ في قضيته: "وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ" [يوسف:50] وقد تبين من خلال التحقيق وشهادة النسوة واعترافات امرأة العزيز أنه بريء مما أتهم به وسجن من أجله: "قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ" [يوسف:51].
ولقد كان رفض يوسف للخروج بعد طول الحبس في غاية الغرابة، حتى روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رحم الله أخي يوسف! لو أنا أتاني الرسول بعد طول الحبس لأسرعت الإجابة".
ولهذا فقد كان من المناسب أن يبين يوسف –عليه السلام– هدفه من رفض الخروج من السجن حتى تثبت براءته وأمانته فقال: "ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين" [يوسف:52]. وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لو خرج يوسف يومئذ قبل أن يعلم الملك بشأنه ما زالت في نفس العزيز منه حاجة يقول هذا الذي راود امرأته.
وعقَّب على هذا الهدف النبيل بالتواضع الجم ورد الفضل إلى الله تعالى: "وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم" [يوسف: 53]. ولهذا زادت رغبة الملك فيه، واكتملت ثقته به، وزالت الشكوك التي كانت تدور حوله، فطلبه من جديد ليستخلصه لنفسه، فأعلى مكانته، وأعلن الثقة في أمانته، ويسَّر الله على يديه التمكين له في الأرض، كما قص الله تعالى علينا في قوله: "وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَلأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ". [يوسف:54–57]. وبهذا انتهى أحد فصول قصة يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. والله سبحانه وتعالى أعلم
عند قرآءة سورة يوسف عليه الصلاةوالسلام تمر بنا هذه الآية الكريمة:
{ "ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ"}
فمن المقصود ؟
هل هو يوسف أو أمرأة العزيز ؟
وهناك تفاسير تقول أنه قول يوسف وتفاسير تقول أنه قول إمرأة العزيز .
يجيب عن هذا التساؤل الشيخ : محمد عدود.
_
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أختي الكريمة:
لعلماء التفسير ثلاثة أقوال في تحديد من قال: "ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب..." [يوسف:52].
القول الأول: أن القائل هو امرأة العزيز؛ لأنه متصل بقولها: "أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين" [يوسف:51]. وعلى هذا القول تكون هي القائلة –أيضا– "وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي..."، وتشير بذلك إلى ما وقع منها من المراودة ونحوها.
القول الثاني: أن القائل هو الملك نفسه (العزيز). وعلى هذا القول يكون الملك قد اعترف على نفسه بإساءة الظن بيوسف عليه السلام؛ ولهذا قال: "وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي...".
القول الثالث: أن القائل هو يوسف عليه السلام.
وهذا القول هو الذي يشهد له السياق؛ فإن من يقرأ المقطع من بدايته يتبين له أن هذه الآية من قول يوسف عليه السلام، فإن الله سبحانه وتعالى لمّا أراد لقضية يوسف عليه السلام أن تنفرج قذف الرؤيا المنامية في قلب الملك "وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ" [يوسف:43]. ولم يعلم أحد تفسير هذه الرؤيا غير يوسف "قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ" [يوسف:47–49] ولهذا طلب الملك مقابلته، فرفض الخروج من السجن قبل أن يُفتح تحقيقٌ في قضيته: "وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ" [يوسف:50] وقد تبين من خلال التحقيق وشهادة النسوة واعترافات امرأة العزيز أنه بريء مما أتهم به وسجن من أجله: "قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ" [يوسف:51].
ولقد كان رفض يوسف للخروج بعد طول الحبس في غاية الغرابة، حتى روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رحم الله أخي يوسف! لو أنا أتاني الرسول بعد طول الحبس لأسرعت الإجابة".
ولهذا فقد كان من المناسب أن يبين يوسف –عليه السلام– هدفه من رفض الخروج من السجن حتى تثبت براءته وأمانته فقال: "ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين" [يوسف:52]. وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لو خرج يوسف يومئذ قبل أن يعلم الملك بشأنه ما زالت في نفس العزيز منه حاجة يقول هذا الذي راود امرأته.
وعقَّب على هذا الهدف النبيل بالتواضع الجم ورد الفضل إلى الله تعالى: "وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم" [يوسف: 53]. ولهذا زادت رغبة الملك فيه، واكتملت ثقته به، وزالت الشكوك التي كانت تدور حوله، فطلبه من جديد ليستخلصه لنفسه، فأعلى مكانته، وأعلن الثقة في أمانته، ويسَّر الله على يديه التمكين له في الأرض، كما قص الله تعالى علينا في قوله: "وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَلأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ". [يوسف:54–57]. وبهذا انتهى أحد فصول قصة يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. والله سبحانه وتعالى أعلم
الجمعة نوفمبر 19, 2010 6:59 am من طرف زائر
» للتعارف والصراحه
الجمعة يوليو 02, 2010 6:09 am من طرف DieSel
» فضائح ستار اكاديمى - ممنوع الحذف -
الثلاثاء مايو 04, 2010 4:35 am من طرف زائر
» حصريا اكواد كول تون فودافون
الثلاثاء فبراير 23, 2010 4:43 pm من طرف زائر
» جيت اسلم عليكو
الإثنين يوليو 20, 2009 2:24 pm من طرف DieSel
» 6 سيمبلات من البوم عمرو دياب وياة 2009
السبت يونيو 27, 2009 2:50 am من طرف زائر
» حصربا سيمبلات تامر حسنى هعيش حياتى كاملة 2009
الخميس يونيو 25, 2009 8:58 am من طرف DieSel
» بريد ميفوتكش ... mayfotaksh post office
الأحد يونيو 14, 2009 5:45 pm من طرف DieSel
» من الذكاء ان تكون غبيا في بعض المواقف
الخميس يونيو 04, 2009 5:14 am من طرف hero